مكتبة الكلمة

 

 وجود الله تعالى      

 

: تاليف  

  مار اغناطيوس زكا الاول عيواص     

: رفع بواسطة   

   يوحنا اسكندر    

 

 

    /        

ربط   تحميل هذه الصفحة  مشاركة الرابط 

 

 

 

 

مقدمة و ملخص

  يعجز عقل الإنسان عن إدراك طبيعة اللّه تعالى وجوهره وكيانه فهو تعالى أسمى من أن تحصره طبيعة مخلوقاته، فهو على حد قول الرسول بولس «الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور الكرامة والقدرة الأبدية. آمين»(1تي 6: 16). ولكن عقل الإنسان بنوره الطبيعي الذي وهبه إيّاه اللّه، يستنتج من المخلوقات وجود خالق لها، فكل معلول له علة، الأمر الذي يعد من بديهيات العقل، وشريعة المنطق، يقول أيوب الصدّيق «فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلمك، ويحدثك سمك البحر، من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا»(أي 12: 7) ويقول الرسول بولس: «لأن أموره غير المنظورة منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنّهم بلا عذر»(رو 1: 20). فقد فطر اللّه الإنسان الناطق العاقل، على الاعتقاد بوجوده تعالى، وقد صار هذا الاعتقاد شبه غريزة في الإنسان، لذا نرى البشر في كل أجيالهم منذ بدء التاريخ على وجه هذه البسيطة، يبحثون عمن أبدع هذه الدنيا بما فيها وما عليها، وخلق الإنسان دون سائر الأحياء ناطقاً عاقلاً، فنور العقل الطبيعي، والشعور الغريزي في الإنسان يحمله على الاعتقاد بوجود كائن أزلي قدير واجب الوجود، لا علة له، وهو علة العلل كافة. كما أن العواطف الدينية راسخة في كيان الإنسان فهو ميّال إلى التعبّد وتقديم الخضوع لخالقه، ولذلك ففي كل أجيالهم عبد البشر إلهاً أو آلهة بغض النظر عن ماهية هذا الإله، وهم بعبادتهم حتى الأصنام برهنوا على أن في داخلهم وازعاً يدفعهم إلى الاعتقاد بوجود اللّه. وإذ أخفقوا في معرفة الإله الحقيقي، أعلن هو عن نفسه لآباء العهد القديم والأنبياء بالرؤى والأحلام وكلّم بعضهم فماً لفم حتى جاء مشتهى الأمم الرب يسوع الإله المتجسّد فكلّمنا اللّه به (عب 1: 1) وهو «الله ظهر بالجسد»(1تي 3: 16) وكما يقول الرسول بولس «الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر»(يو 1: 18) لأنه بهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3).

 

 

معلومات عن المؤلف

اسم المؤلف: مار اغناطيوس زكا الاول عيواص

صفة المؤلف : بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس

سنة التاليف : 2000

 

 

معلومات عن الناشر

اسم دار النشر : غير معرف

سنة الطباعة : 2000